أتعجب كثيرًا كلما تذكرت أيام طفولتي وكيف كان يسير يومي وأقصد بالخصوص ترتيب أيام الأسبوع حسبما كانت أمي تقوم بتنظيمه وجدولة أنشطتي في أيامها وساعاتها، فيوم السبت لدروس الإنجليزية والفرنسية، ويوم الأحد لدروس البيانو، أما الإثنين فهو يوم الذهاب إلي المكتبة للقراءة، ويوم الثلاثاء هو يوم تدريب السباحة، ويومي الأربعاء والخميس لمراجعة كل دروس المدرسة، وأخيرًا يوم الجمعة يتم تقسيمه إلي ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو للعبادة والثاني لمساعدة أمي في أعمال المنزل والجزء الثالث لزيارة جدتي وجدي.
أتساءل طوال الوقت الماضي.. لماذا لم تسألني والدتي ولو لمرة واحدة هل يروق لي هذا الجدول أم لا؟ هل أستمتع بممارسة هذه الأنشطة أم لا؟ وهل لدي أي أنشطة أخري أفضل القيام بها عن هذه الأنشطة؟ وأخيرًا أين وضعت أمي وقت الراحة في هذا الجدول المزدحم؟!.
أدين لأمي بالكثير والكثير لأجل كل ما صنعته وقامت به لأجل نموي وتنشئتى. ولكن عندما أمعنت النظر في هذه القضية الكبري وهي قضية الكثيرين أيضًا وليس قضيتي أنا ووالدتي فقط، وجدت أن هناك ثلاث مشكلات في هذا الأمر:
أولًا: الحرية
فالحرية حق من حقوق أي طفل لكي يصبح إنسانًا مسئولًا وصاحب قرارات صائبة، قادرًا أن يعبر عن رأيه بوضوح وبثقة.. و لكن عندما تسلب حرية الطفل وهو إحتياج نفسي أساسي في مرحلة عمرية معينة بحسب نظرية إريك إريكسون ولا يسدد هذا الإحتياج بشكل صحي فقد يؤدي إلي تكوين شخص غير سوي، غير قادر علي تحمل المسئولية و إتخاذ قرار بمفرده.
لمعرفة كيفية تسديد إحتياجات طفلك النفسية فى كل مرحلة عمرية،
استنادًا لرأي “ألفريد أدلر” مؤسِّس عِلم النفس، و”إريك إريكسون” العالِم والمُحلِّل النفسيّ.
اشترك الآن فى كورس مراحل النمو النفسى للطفل – من هنا
ثانيًا: نوع الذكاء
بحسب نظرية هوارد جاردنر وهو عالم النفس الأمريكي الحاصل على دكتوارة في علم النفس من جامعة هارفرد، أنه هناك سبع أنواع للذكاء، قدرات متعددة تظهر في مجالات متعددة سواء في حل المشكلات أو في القدرة على تعديل أو تغير المنتجات المتعددة في نمط إجتماعي أو أنماط ثقافية معينة . وهذا يعني أنه الشغف والاستمتاع بالأنشطة والهوايات وأيضا مجال الدراسة والعمل يختلف من شخص لآخر وقد يحقق كل منا نجاح في شيء ما إذا ما بذل أقصى جهده في المسار الصحيح .
ثالثًا: وقت الاسترخاء
نحن فى حاجة إلى الراحة والهدوء والتأمل للقدرة علي مواصلة الحياة بقوة وطاقة واستمتاع وإنتاجية عالية وبكفاءة. وبدون وقت لراحة أجسادنا وأذهاننا تبقى أجسادنا منهكة، وتقل إنتاجيتنا، ويزداد الشعور بالقلل والانزعاج الدائم.
أخيرًا..
- اتركوا لأولادكم حرية الإختيار وتحمل المسئولية ونتائج إختياراتهم.
- علموا أولادكم كيف يتعلموا ويكتشفوا أنفسهم ويعرفوا أين شغفهم ويستمتعوا بكل ما يفعلوه ويمارسوه.
- علموا أولادكم كيف يعيشوا حياة متزنة وكيف يقدسوا أوقات الراحة والتأمل.
عندما قرأت مقالك الرائع وجدته كاملا من جهة وجهة نظر هذا الطفل السوبر وتوصيات للآباء
فقط نقول للآباء إننا نعيش لأولادنا. .. نعم نعيش لأجلهم ونحاول أن نلحقهم للمستقبل بكل ما أتينا من قدرات
فقط كلمة لنا جميعا في مشوارك مع أولادك خليك قريب منهم ومرتاح لترى شغفهم وإختياراتهم… لتربية الولد في طريقه.. وتكتشف قدراته ومهاراته وذكاءاته
التربية ليست عملية سهلة وتحتاج قبل كل شئ إلى الحب وأن نظهر هذا الحب في كلماتنا وتصرفات وتعاملاتنا… أولادنا في حاجة إلينا نحن قبل أموالنا.. لتصنع هذا الطفل السوبر بكل الحب
أهلًا نيفين
سعداء بوجودك معانا
ومبسوطين أن المقال عجبك
وشكرًا على مشاركتك المشجعة
ونتمنى أن كل المتاحة على الموقع تكون مفيدة لحضرتك