التأديب عملية مهمة وأساسية أثناء تربية الأبناء، لذا فقد جمعنا في هذا المقال بعض أهم القواعد الأساسية للتأديب. لابد أن تكون القوانين والتعليمات واضحة للطفل (ما يجب وما لا يجب فعله).
– لابد أن يأتي التأديب مباشرة بعد كسر الطفل للقانون. وذلك لأن الطفل ينسى سريعًا، فإذا نسى على أي شئ يعاقب، سيفقد التأديب معناه ألا وهو تعريف الطفل بأن ما فعله خطأ، فيبدأ في التمييز بين الصواب والخطأ.
لمعرفة افضل اساليب التربية الايجابية
اشترك فى كورس التربية الايجابية – من هنا
– إذا فعل الطفل خطًأ وانتم خارج المنزل، فلا يمكن تأديبه في الشارع أو حتى في بيت أحد الأهل أو الأصدقاء، لأن أمرًا كهذا مهين وجارح جدًا لنفسية الطفل. وهنا نكتفي بالتحدث إليه والتأكيد على الخطأ ثم عند العودة إلى المنزل نقوم بتذكيره بما فعله ثم أبدأ في التأديب.
– يجب شرح سبب التأديب قبل القيام به، يجب أن اشرح للطفل لماذا أؤدبه؟ لأنه كسر أحد القوانين المتفق عليها ولابد من وجود رد فعل لذلك. ومن الممكن إعطاء الطفل فرصة أو أثنين قبل التأديب خاصًا مع السن الصغيرة، كأن أقول له ” أنت فعلت هذا الخطأ وهذا مخالف لما اتفقنا عليه وأتمني ألا تكرره لأنك لو كررته ستؤدب وأنا أتمنى ألا تضطرني إلى ذلك”. وفي حالة تكرار الخطأ رغم التحذير، فيجب أن تقوم بالتأديب فورًا.
– يجب أن يمارس التأديب في هدوء بدون ثورة أو غضب، حتى لا نُدخل الرعب في قلب الطفل وهى مدمرة للطفل أكثر من التأديب نفسه، فالتأديب يضع القانون بداخل الطفل ويثبته ويضع كذلك أمامه النتائج المترتبة على خطئه، كما يضع أهمية احترام الوالدين في قلبه. أما الثورة والغضب تأثيرها سلبي وعكسي، فالانفعالات تدمر نفسية الطفل وليس العقاب في حد ذاته.
– بعد الإنتهاء من التأديب، يجب أن اتحدث مع الطفل ثانيًا عن سبب التأديب، كأن أقول له” لقد نلت عقابًا، هل تعرف السبب؟” ويكون الهدف من هذه الخطوة هو التأكد من كونه يفهم ويعي جيدًا سبب التأديب، وايضًا لكي أؤكد له حبي الذي لم يتأثر بالخطأ.
– بعد التأديب يجب أن تعود العلاقة بين الطفل ووالديه كما كانت قبل الخطأ، بلا خصام أو ضيق مما فعله (كأن يلاحظ في سلوكنا أو يسمعنا ونحن نحكي لشخص آخر عن الخطأ الذي ارتكبه). لأنك إذا قدمت له الحب ثم رآك أو سمعك تعبر عن ضيقك بهذا الشكل، فإن اختلالًا واضحًا سيحدث بداخله ويتساءل” هل أمي التي أحبتني واحتضنتني هي الحقيقية أم أن الأم الحقيقية هي التي تشكو للآخرين مني!!”
– التأديب يجب أن يتناسب مع حجم الخطأ. وهذا مبدأ هام جدًا، وأنا الذي أقيم حجم التأديب إذ ليس له قانون يحدده، لكن يجب ألا نكون مبالغين أو مفرطين فيه. فلا يمكن أن يكون عقاب طفل فعل صخبًا أن يترك في حجرته ساعتين على سبيل المثال فهذا عقابًا قاسيًا جدًا ولا يتناسب أبدًا مع الخطأ.
– التأديب يجب أن يتناسب أيضا مع عمر الطفل. فلا ينبغي مثلًا أن أضرب طفلًا عمره ستة أشهر مهما فعل، كذلك الطفل الكبير، فيمكنني أن أحرم طفلًا في الثامنة من عمره من شراء أشياء يحبها ولكن لا أضربه.
وأخيرًا التأديب ما هو إلا وسيلة يُعبر بها الوالدين عن حبهما لأطفالهما ورغبتهما في تعديل سلوكهم لكي يصبحوا نافعين لأنفسهم وللمجتمع.