صراع في المنزل – الإرث العائلي

فى التعاملات الأبوية غالبًا ما يكرر الآباء دون وعى منهم نفس الأسلوب الذى تعامل به أباءهم معهم. وهو التفسير الأكثر منطقية لوجود طباع وسلوكيات عائلية تتوارثها الأجيال وكأنها تجرى فى شرايين دماءهم ليصبح طبعاً غالبًا على كل أفراد العائلة.

تعلم أسس ومهارات التربية السليمة لتنشئ عائلة سوية وسعيدة
بالاشتراك فى كورس “أسس التربية السليمة” – من هنا

وتشتهر بعض العائلات ببعض الصفات:

  • العناد والتشدد فى الرأى حتى لو كان على علم بخطأه، فالرجل لا يجب ان يتنازل على اى كلمه يقولها.
  • عائلات أخرى تشتهر بتعدد الزوجات وكثرة حالات الإنفصال فيها، فالفكرة أصبحت مقبولة وسهلة التنفيذ.
  • بعض العائلات لا تورث البنات.

سلوكيات وعادات هذه العائلات، تورث وتصبح أمرًا عاديًا  لديهم ويعتبرونه “سلو العيلة” لا يخرجون عنه.

فعلى سبيل المثال، الطفل الذى يرى أبوه يضرب ويهين والدته، يترسخ فى مفهومه أنه من حق الزوج أن يضرب زوجته ليؤدبها أو يخضعها تحت سيطرته بإعتبار انه الرجل. يتخذ هذا الطفل من سلوك والده النموذج المفترض ان يتخذه قدوة ومثال له، فيكون أقرب لتكرر هذا السلوك مع زوجته وأبناءه.

عبرت أحد الفتيات انها تعذر أبوها عندما “ينكد” على البيت كله لأنه تعبان ومرهق فى العمل وهو من وجهة نظرها له الحق فى ضربهم ان لم يسمعوا كلامه فهو الوالد الذى يمتلك كل الحق ولديه كل الصلاحيات!

إذا استمر تفكير هذه الفتاة على هذا المنوال؛ غالبًا سوف ترتبط بزوج لا يعطى لها اى حقوق كإنسانة لها حدودها التى يجب ان تُحترم وتُقدر.

لبناء زواج صحي قائم على المحبة والتفاهم قادر على إدراك الأسباب الحقيقية للصراعات الزوجية وعلاجها
اشتراك فى كورس “الزواج الناجح” على منصة نور دوت اكاديمى

هؤلاء الأطفال تعرضوا لإنتهاكات وإيذاءات متعددة، جسمانية ونفسية تجعلهم غير مدركين لقيمتهم الإنسانية ودورهم تجاه الدفاع عن أنفسهم وصد العدوان عن حياتهم بعدما يكبروا.

ان الأساس النفسى المشوه فى الطفولة يجعل الإنسان موصوم بتشوهات يظل يعانى منها طول حياته. وأظل أكرر البداية دائمًا وابدًا تبدأ من الوالدين، فكافة الجهود التى تبذل فى تغيير وتعديل سلوك الطفل لن تأتى بنتائج إيجابية طالما ظل الوالدين متمسكين بنمط تربوى مؤذى للطفل ويعيق نموه النفسى.

كتبه: إميل لبيب – أخصائى نفسي –  Nour.Academy

انتقل إلى أعلى