إستعرضنا فى المقال السابق السبب الأول لعدم قدرة الأباء على فض الصراع فى المنزل وهو عدم التأهيل والإعداد التربوى للوالدين.
أقتبس من كتابات أحد الأمهات:
“كنت أظن نفسى خبيرة فى التربية والتعامل مع الأطفال الى ان أنجبت وإكتشفت عجزى عن تطبيق ما كنت أنصح به الآخرين”
وكتبت أم أخرى:
عصبيتي الشديدة جعلتنى أرتكب أخطاء كثيرة مع علمي كونها خاطئه وإدراكي لمدى تأثيرها السلبي الشديد لكني كنت يائسه ومحبطة وخائرة القوى.
هذه الإقتباسات تقودنا إلى السبب الثانى وهو عدم القدرة على التطبيق المرتبط بإستطاعة الوالدين ضبط إنفعالاتهم وتحييد مشاعرهم حتى يستطيعوا التعامل بعقلانيه فى المواقف الحياتيه المختلفة.
تفرد الإنسان يجعل المواقف الحياتية متجدده بتجدد الحياة وتغيرها، فلا نستطيع ان نضع معايير وثوابت تحكم سلوك الطفل وبالتالى تتحكم فى ردود فعل الوالد.
فالدراسة النظرية تعطى لنا التصور العام الذى يصف ويتنبأ بسلوك الشخص وما يمكن القيام به لضبط هذا السلوك بطريقة إجمالية وليست شخصية، فهناك أمور وضوابط تصلح للبعض ولا تتناسب مع الكل.
وبخاصة ان النفس البشرية تحمل فى طياتها الكثير من الطاقات المتفجرة التى تجعلنا نندهش ونتفاجئ من التغيير الذى قد يحدث للبعض نتيجة للمرور فى خبرات ومحكات تقلب حياته رأسًا على عقب سواء كان التغيير إيجابى او سلبى.
ونؤكد على ان التورط الوجدانى الذى يشغل عقل الوالد اللاواعى، ومشاعره الغامره تجاه إبنه يجعله لا يستطيع التعامل والحكم بحياد فى المواقف التى تستلزم التروى والصبر. مع انه من الممكن ان يتحلى بهذه الصفات مع الغرباء، لكن مع ابناءه تهتز مشاعره وترتخى ارادته ويكون رخو المعاملة حتى وان كان يعلم ان هذا فى صالحه.
على النقيض تجد بعض الأباء يظن ان الشدة والتعامل بحزم وقوة سوف يقوى عود وينشأه رجلاً قادراً ان يجتاز فى الصعاب وهو ثابت على أقدامه. فلا يوجد فى قاموس هذا الوالد اى محتوى لعبارات التشجيع او التحفيز، فكل ما يقوم به الولد هو واجبه، فلا يوجد شكر على واجب، وبخاصة انه سوف يجنى ثمار عمله هذا فى مستقبل أيامه.
ولا يوجد مكان للمشاعر ولا العواطف، فهذا يخص البنات وسلوكيات نساء، فالرجل لا يعبر عن مشاعره حتى لا يكون ضعيف او هين فيؤكل ويستهان به، فلا يبكى، ويكتم فرحته، ويكظم غيظه.
مثل هذا الوالد تجد رغبته فى إظهار قوة الشخصية وتحكمه فى الأمور، تتعدى تربيته للصبيان إلى البنات، فيتأثرن بقساوة معشره وكبت مشاعره.
تدريب عملى:
- كيف تضبط سلوكك فتستطيع تطبيق ماتعلمته؟
- كيف تتصرف فى حالة خطأك فى التربية؟
كتبه: إميل لبيب – أخصائى نفسي – Nour.Academy