حُب أقوى من الحياة نفسها
إننا كأمهات نذوب حُبًا في أولادنا. فلو سألْتُ أيّة أم: “كم تحبين أولادك؟”، ستجيب بلا تردد: “أكثر من حياتي نفسها”. يقودها التفاني في حب أولادها لدرجة تجعلها مستعدة للتضحية دائمًا مادام في هذا ضمان لحياة أفضل لأبنائها. فهي بكل بساطة تحبهم أكثر من حياتها شخصيًا.
الحب وحده لا يحمي من ثورات الغضب
رغم كل هذا الحب، فإن الأم أحيانًا ما تصدُر منها ردود أفعال قاسية مؤلمة تجاه أخطاء أبنائها. عندها لا يستطيع الحب وحده أن يمنع الأم من أن تعاقِب أحباءها الصغار بالضرب أو الحرمان أو أي عقاب آخَر موجِع. وتتفاجأ الأم وقت خطأ أبنائها بأنها قد تحوَّلَت لكائن مخيف غاضب، ثم تعود آخِر اليوم لتبكي وتندم أنها قامت بعقابهم عقابًا شديدًا.
مبررات البعض في العقاب
هذا وقد ترى أمهات أخريات في العقاب الوسيلة الوحيدة الناجحة لتربية الأطفال، لا لسبب إلا لأن نتيجة العقاب عادةً ما تكون سريعة في حينها. إذ أن الطفل غالبًا ما يتوقف وقت العقاب عن السلوك الخاطئ. إلا أن نفس هؤلاء الأمهات يعترفن بأن أبنائهن يعودون بعد العقاب لتكرار نفس السلوك الخاطئ، وربما بشكل أعنف.
لتعلم أفضل وسائل التربية الإيجابية والفعالة
اشترك فى كورس التربية الإيجابية – من هنا
ما الحل إذًا لهذه المشكلة؟
أنا كأم أقدِّر تمامًا الصراع الذي تواجهه الأم ما بين حُبها لأولادها من جهة، وقِلة حيلتها في التعامل مع مشاكلهم اليومية من جهة أخرى. ولكي نصِل لحل هذه المشكلة يجب أن نفكِّر في جذورها من خلال طَرْح السؤال التالي:
لتتعلم كيف تتعامل مع مشاكل اولادك اليومية
اشترك فى كورس التربية الإيجابية ٢ – من هنا
لماذا يخطئ أبناؤنا؟
أولًا: يخطئ أبناؤنا لأنهم لم يتعلموا بعد مهارات الحياة، فمن الطبيعي إذا أن يخطئوا لكي يتعلموا. حتى نحن الكبار كثيرًا ما نتعلم من أخطائنا رغم أننا كبار. فلماذا نستكثر على أبنائنا أن يخطئوا في طريقهم للتعلُّم، ولماذا لا نرى أن لهم الحق أن نصبر عليهم حتى يتعلموا؟
وقد ترُدّ بعض الأمهات قائلة: “كثيرًا ما قُلتُ لأبنائي كيف يتصرفون بشكل سليم، إلا أنهم يبدون كما لو كانوا مصممين على الخطأ!”
وهنا يلزمنا أن نستوعب أن الأطفال لا تتعلم من خلال النصائح المباشرة وإلقاء الأوامر الجاهزة. لكنها تتعلم من خلال اللعب والقصص ذات المغزى. فيمكننا أن نُعلّم أبناءنا أيّ سلوك من خلال سَرْد قصص تحوي السلوك الإيجابي، أو عن طريق اللعب بالدُمى وغيرها من اللعب المصمَمة بشكل تربويّ لنقل سلوكيات إيجابية لخبرات الطفل الحياتية.
ثانيًا: أمّا في حالة تصميم الطفل على الخطأ، فمن المهم أن نعرف السبب الأساسي لتكرار الخطأ من خلال الأسئلة التالية:
- هل هذا الطفل مُشبَع بالإحساس بقيمته في البيت؟ أم أن الرسالة التي تصِل لشعوره دائمًا أنه “لا شيء”، وأن كل دوره في البيت أن يقول: “نعم، وهو كذلك” على كل أمْرٍ يُطلَب منه؟
- هل لديّ كأم الشجاعة أن أكلّفه بمهمة يؤديها في البيت؟ أم أنني لا أنجح في أن أنقل له ثقتي فيه؟ ودائمًا ما أنقل له رسائل سلبية من نوعية: “أنت لا تصلح لعمل شيء”.
هذه الأسباب تجعل الطفل فاقد للسيطرة على تصرفاته، إذ تصبح وقتها كل أمنيات الطفل أن يرى نفسه محبوبًا من أهله وله قيمة في نظرهم. أمّا عندما يشعُر بعكس هذا، فإنه يميل للعنف في تصرفاته إذ يعاني من وجَعٍ داخليّ يجعله يعبّر عن هذا الألم بتكرار السلوك الخاطئ.
اعرف لغة الحب عند ابنك واتعلم كيف تعبر عن حبك له بطريقة يحسها ويفهمها
بالاشتراك فى كورس لغات الحب الخمس للأطفال – اضغط هنا
كلمة أخيرة
قبلما نحاول إصلاح السلوك الخاطئ لأبنائنا، علينا أن نبحث عن السبب الحقيقي للمشكلة، بأن نضع أنفسنا موضع أبنائنا. وبدلًا أن نمارس دور الحَكَم والقاضي عليهم، دعونا نقف بجانبهم لنساعدهم على تقبُّل أنفسهم.
أعدها لك: أمل غالي – اخصائية ومدربة التهذيب الإيجابي – نور دوت أكاديمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التربية الإيجابية من الألف إليّ الياء “جان نيلسن لين لوت”.
كيف تتحدث فيصغي إليك الصغار “إديل فابر و إلين مازليش”.
ورش عمل التربية الإيجابية – “مع امنية عسكر”.