تحتاج الأسرة الناشئة لكل معونة ممكنة، لذا فإن موافَقة الأسرتين توفّر قَدْرًا من الدعم النفسي للطرفين. إلا أن الأمور ليست بهذه المثالية على طول الخط. فقد ترى إحدى الأسرتين أو كلتيهما أن هناك فرصة أفضل لابنها أو ابنتها من الناحية المادية أو الاجتماعية أو حتى الروحية.
ماذا يجب على الشابَيْن أن يفعلا؟
الدور الأكبر يقع على الطرف الذي تعترض أسرته على شريك حياته المقبل. وعلى هذا الطرف أن يستمع بصبر واحتواء دون تسرُّع، لأن الدفاع الأعمى يعطي الأسرة الانطباع بأن ابنتها أو ابنها يعيش في الوهم ولا يرى الواقع بالجدية الكافية، ثم بعدها يختار هذا الطرف أقرب الأشخاص إليه ويحاول أن يستميله لوجهة نظره بكل تأنٍ دون عناد. ثم يستعين بهذا الشخص ليوصِّل وجهة نظره وهكذا.
ماذا لو أصرَّت الأسرة على الرفض؟
الرفض المتواصِل يعني أن الأسرة لديها أسباب قوية لذلك، وهو أمر لا يجب تجاهُله وإنما التعامل معه بعقلانية. و أسباب الأسرة قد تكون حقيقية مبنية على خبرة السنين، وعندها يجب أن يحاول كل طرف تحييد مشاعره والتفكير بعقلانية حتى لا يندم بعد فوات الأوان. أمّا لو كانت هذه الاعتراضات خاطئة مبنية على شائعات مثلًا، أو على اختلاف تقييم الأسرة للطرف الآخَر عن تقييم ابنها أو ابنتها. فعلى الشاب والشابة أن يلتزما بالصبر في نقْل وجهة نظرهما والإصرار على أن الطرف الآخَر ليس بكل هذا السوء. والإصرار ليس هو العناد الأعمى، ولكنه الالتزام بقرار مبني على العقل والقلب معًا، وفيه إصرار على مَد جسور المحبة تجاه الأسرة التي لا تبغي لابنها أو ابنتها إلا كل الخير.
الخلاصة:
ليست هناك وصفة سحرية لنوال رضاء الأهل، فكل طرف أقدر على فهم أسرته وكيف يؤثر فيها. وليس هناك قرار ثابت يجب اتخاذه في حالة الرفض، فكل طرفين مقبلين على الزواج أدرى بكم التضحيات التي يستطيعان أن يقدماها، والوقت الذي يستطيعان أن ينتظراه معًا حتى يتحقق أملهما في الزواج.
مع أخلص أمنياتي للجميع بحياة ملؤها السعادة والمحبة، لأن المحبة قوية وتستطيع أن تستر عيوب كثيرة قد تظلل حياتنا من حينٍ لآخَر.