يخرج الطفل في هذه المرحلة (من سن ٣ – ٥ سنوات) من مرحلة كَونَه رضيعًا إلى الطفولة المبكّرة، فتزداد استقلاليته وتظهر شخصيته أكثر فأكثر. وجدير بالذِكر أن التأثير الأكبر على الطفل يكون حتى يبلغ الطفل سن الخامسة. ففي أول ٥ سنوات من عمره يكون أكثر قابليةً للتشكيل والتعلُّم وغَرْس القِيَم. وتقِلّ هذه القابلية تدريجيًا بعد السنة الخامسة كما سنرى في المراحل التالية. لذا استمتع بطفلك في هذه المرحلة قَدْر ما استطعت، واقضِ معه الكثير من الوقت لكي تغرس به القِيَم والسلوكيات التي تريدها وهو في أكثر مراحل عمره قابليةً للتشكيل.
لتستمتع بقضاء وقت جيد ومثمر مع ابنك تستطيع فيه بناء علاقة قوية، وحقيقية معه..
اشترك الآن فى كورس “Quality Time” – من هنا
أولًا: طفل السنة الثالثة
١- السمات المميِّزة لطفل الثالثة: “رحلة الاستقلالية”
- تزايُد نوبات الغضب، وهو أمر طبيعي في هذه السن.
- التذبذب بين رغبته في فِعل كل شيء بنفسه، ورغبته في أن يُعامَل كطفل (احملني، افعل أنت ذلك لي).
- يظهر رابط خاص بينه وبين كلمة “لا”، ويكررها كثيرًا، حتى إن كان يعني “نعم”.
- قد يتظاهَر باللجلجة أو التلعثم في الكلام.
- قد يُناديك كثيرًا بعد أن تضعه في فِراشه لينام.
- قد يبدأ شعور الخوف في الظهور عند الطفل.
- يختلط لديه الواقع بالخيال فقد يُحدِّثك عن “صديق وهميّ”، بل وقد يُطلِق عليه اسمًا مُعينًا أيضًا.
- قد تظهر عليه الغيرة إن أبدى الوالدان اهتمامًا بطفل آخَر.
اشترك فى كورس “العائلة الفاعلة” – من هنا
وتعلم كيف تتعامل مع الأخ الأكبر عند وجود طفل جديد.
٢- احتياجات طفل السنة الثالثة:
- يحتاج طفل الثالثة من عمره التشجيع حين يفعل شيئًا بشكل صحيح، فالطفل في هذه المرحلة يحتاج شعورك بالرضا عما يفعله.
- لا تؤنّبه بشدة عند اقترافه خطأُ، فيجب أن يتم التوجيه عند اقتراف الطفل لخطأ ما برفق، فهو يريد أن يفعل الصواب. استغل الموقف لتُعلِّمه درسًا ثمينًا.
- لا تُكثِر القوانين، بل ضع بضعة قوانين واحرص على تطبيقها، لأن كثرة القوانين تُربِك الطفل وتحبِطه.
- استخدم كلمة “لا” عند الضرورة القصوى فقط، كي لا تُحبِط رغبة الطفل في الاستكشاف والإبداع.
- شجّعه على اتخاذ القرارات، ولكن لتكن الخيارات محدودة. فمثلًا: “هل تريد أن ترتدي القميص الأحمر أم الأزرق اليوم؟”
- اخلِق طقوسًا لوقت النوم، اجعل فترة ما قبل النوم فترةً جميلةً لك ولطفلك عن طريق أن تروي له قصةً، أو أن تدغدغه وتعانقه وتُقبّله، واختتم الفترة بالكلمات التالية: أحبك، نومًا هانئًا “أيتها الطفلة الرائعة” أو “يا طفلي الرائع” أو ما إلى ذلك.
لتدرك سمات طفلك، وتسدد أهم احتياجاته في كل المراحل العمرية
اشترك فى كورس “مراحل النمو النفسى” – من هنا
ثانيًا: طفل السنة الرابعة
١- السمات المميِّزة لطفل الرابعة:
- يتخذ طفل الرابعة منهجًا ناقدًا للعالم من حوله، فيصنف الأشياء على أنها صواب أو خطأ، خير أو شر، جميلة أم سيئة، الخ.
- يبدأ الطفل في هذه السن يدرك قوة كلماته، وعادةً ما يؤيدها بتصرفات مثل الضرب أو الخطف أو نبرة الصوت أو تعبيرات الوجه،… الخ.
- تظهر روح التنافسية لدى الطفل.
- يستمر الخيال لدى الطفل، والذي قد يظنه الوالدان أحيانًا كذبًا.
- العِناد من السمات الطبيعية في هذه السن، لأن الطفل يحاول تكوين استقلاليته.
- الرغبة الشديدة في الهروب من وقت النوم، فقد يختلق الطفل أيّة أعذار.
- قد تراوده الكوابيس.
- قد يبدأ بالشعور بالخوف من الظلام.
- يبدأ الاستمتاع باللعب مع أطفال آخَرين، وليس فقط إلى جانبهم.
- سيختبرك ليعرف حدوده، ولكنه أيضًا يظل حريصًا على إرضائك ومساعدتك.
٢- احتياجات طفل الرابعة:
- حين تضع القوانين، عليك أن تخبر الطفل بسبب أهميتها، فذلك يجعله أكثر تقبُّلًا للقانون واستعدادًا للالتزام به. أمّا عن فَرْض القانون دون أن يفهم الطفل أهميته وأسبابه، فيجعله لا يرغب في الالتزام به.
- لتكن طلباتك منه بسيطة غير معقدة.
- أخبِر الطفل برضاك عنه، لأنه يشعر باحتياج شديد إلى إسعادك وإرضائك.
- لا تتجادَل مع طفل في سن الرابعة مهما كان.
- حين يصدُر عن الطفل تصرُّفًا سيئًا، اسأله: “ماذا حدث؟” ولا تسأله “لماذا فعلتَ ذلك”؟ لأن سؤاله عن السبب سيدفعه إلى الكذب. كذلك افرض عقوبات بسيطةً عند اقتراف الطفل خطأً في هذه السن، ولكن احرص على أن تشرح لماذا يُعَد هذا التصرف خاطئًا، وأنك تعلم أنه سيُحسِن التصرف في المرة القادمة. وبالفعل سيُحسِن التصرف.
- أكثِر من المعانقة والتقبيل، رغم أنه أصبح “كبيرًا” الآن.
اشترك فى كورس “لغات الحب الخمس للأطفال” – من هنا
واكتشف لغة الحب الخاصة بطفلك وتعلم طرق التعبير عنها
ثالثًا: طفل السنة الخامسة
١- السمات المميِّزة لطفل الخامسة:
- يفهم جيدًا أهمية القوانين، ولكنه قد يحيد عنها في اللعب.
- من الطبيعي أن يتّهم الآخَرين بالغش إن لم يفُز في لعبة ما.
- قد يخاف من الفشل أو الانتقاد أو الأشياء المخيفة كالأشباح والوحوش.
- تزداد القدرة على التركيز، الأمر الذي سيؤثر على نوعية الحوارات التي تقيمها معه.
- يتصرف الطفل وكأنه “خبير” بكل شيء.
- يستمتع الطفل في هذه المرحلة بالمزاح، ويجد متعةً خاصةً في المزحات المقززة.
- يريد اتخاذ قراراته بنفسه، خاصةً فيما يتعلق بالملابس والطعام، وهذا أمر مقبول تمامًا.
- في هذه المرحلة تزداد التقلُّبات المزاجية، خاصةً إن بدأ الطفل يرتاد المدرسة، كما تجده أكثر حساسيةً وإرهاقًا من المعتاد، وهذا أيضًا أمر طبيعي.
- يُظهِر فضولاً خاصًا حول الأعضاء التناسلية، فتجده يلمس أجزاء خاصة من جسمه، ويطرح بعض الأسئلة. فلا تفزع، لأن ذلك أمر طبيعي تمامًا في هذه المرحلة.
٢- احتياجات طفل الخامسة:
- شجِّع الطفل على أي شيء به حركة، خاصةً إن كان ذلك في إطار مجموعة أو فريق. سيتعلم الطفل من ذلك مبادئ هامةً كالتناوب والتكيُّف مع الآخَرين والعمل الجماعي والتفاهم والتنازل والفوز أو الخسارة بروح رياضية.
- خصِّص وقتًا يوميًا للعِب مع طفلك وقضاء الوقت الخاص معًا. سيمنح ذلك طفلك الفرصة ليدخلك إلى عالمه، فتفهم ما يجري في حياته وداخل عقله الجميل.
- ثقِّف ابنك عاطفيًا عن طريق التحدث عن المشاعر وشرْحها.
- اربط المكافآت بالمسئوليات، فمثلًا: “ما رأيك في أن تساعدني في تنظيف الطاولة؟ بعدها يمكنك أن تتناول الحلوى.”
- إن طرَحَ عليك الأسئلة عن أعضائه التناسلية، فأجِب بكل بساطة دون توتُّر، ودون أن تُولي الأمر اهتمامًا شديدًا، وإلا زاد فضوله. بل أجِب عن أسئلته وأشعِره بأن هذا أمر طبيعي، مع التركيز على خصوصية تلك المناطق من الجسم لحماية الطفل من أيّ تحرُّش أو إساءة من الآخَرين.
وأخيرًا، وجدَ الكثيرون أن “الاتفاقيات” مع الطفل لها تأثير السحر على سلوكه. وأن الصداقة بين الوالدين والطفل تبدأ من هذه المرحلة المبكرة، الأمر الذي يُسهِّل الصداقة في المراحل التالية الأكثر صعوبةً وتعقيدًا. فاحرص على الصداقة مع طفلك من هذه السن المبكرة.