تربية الأبناء من الأمور الممتعة، وفي نفس الوقت مسئولية كبيرة. فأبناؤنا حسّاسون للغاية لكلماتنا وتصرفاتنا معهم. وفي وسط مشغولياتنا وضغوط الحياة، أحيانًا ما نغفل أمورًا هامّة لابُد أن نفعلها مع أبنائنا، أو نفعل أمورًا لا ينبغي علينا فِعلها. وللأسف فإن الأمور التي قد تبدو بسيطة في نظرَنا هي بالنسبة لهم مؤثّرة في تكوينهم النفسي بشكل كبير، وخصوصًا على المدى البعيد.
فعلاقتنا بأولادنا لا تتكوّن من خلال النصائح والإرشادات، ولكن التأثير الأقوى هو في تعاملاتنا اليومية معهم ومن خلال المواقف الحياتية العادية.
إليك بعض الأدوات التربوية التي ستساعدك على بناء علاقة قوية مع أبنائك، والتي يتم على أساسها بناء شخصية طفلك بشكل سليم.
افعل مع ابنك
١- ساعِدْه على وَضْع نظامٍ يوميّ يُنظّم من خلاله يومه. مثل نظام لتحديد وقت المذاكرة، وقت اللعب، أو نظام قبل النوم كغسيل الأسنان أو قراءة جزء من كتاب. فالنظام يعطي أمانًا للطفل.
٢- اكتب له كلمة “بحبك، ومعجب بك” في ورقة صغيرة، واتركها له في مكان خاص به. فالتعبير عن الحب بالكلمات يؤثر إيجابيًا على نفسية الطفل وعلى علاقتك به.
اشترك فى كورس لغات الحب الخمس للأطفال – من هنا
واكتشف لغة الحب الخاصة بطفلك وطرق التعبير عنها
٣- حدِّد وقتًا في اليوم، حتى إذا كان وقتًا قليلًا، للتحدث مع ابنك في أيّ موضوعٍ يُفضّله، أو عمل شيءٍ محبَّب لديه، أو استمِع إلى ما يريد أن يقوله لك بكل اهتمام وإنصات. الوقت الخاص من أكثر الأدوات التربوية التي تُحدِث تغييرًا عميقًا في الطفل، لأنه يشعُر وقتها بالقيمة والأهمية لدى أسرته، وتكون النتيجة تحسُّن كبير في سلوكياته.
٤- استخدِم دائمًا لغة الحوار في حَل أيّة مشكلة، مع الحرص على سماع رأيه وتقديره قبل أن تُملي عليه أيّة أوامر. فالحوار يُقرِّب دائمًا المسافات، ويُحقِّق المزيد من التفهُّم بينك وبين طفلك.
٥- لاحِظ الأفعال الإيجابية، وشجِّعه عليها خلال اليوم، حتى إذا كانت أمورًا بسيطة. معظم الأهل مع الأسف يُشجِّعون أبناءهم على الأمور الكبيرة فقط. في حين أنه لو تم استخدام التشجيع طوال الوقت سيصبح له تأثيرًا قويًا جدًا على الطفل، ويخلق داخله الرغبة في إنجاز أشياء كثيرة بدون إلحاح أو تهديد أو أيّ نوع من أنواع العقاب.
٦- قُم بالفصل بين تصرفات طفلك وبين شخصيته، فتصرفه الخاطئ لا يعنى أنه شخصية سيئة. ذَكِّر نفسك دائمًا أنه ما زال في مرحلة تعلُّم مهارات الحياة، ومن حقه عليك أن تتمهل عليه.
٧- امنح ابنك فرصة أن يكون سيد قراره كلما أمكن ذلك. قُم بعَرْض اختيارات “على أن تكون مُحدَّدة” عليه، فذلك يُعلّمه مهارة اتخاذ القرارات، وتدريجيًا تمنحه الثقة بنفسه.
لا تفعل معه
١- لا تقُم بشيءٍ يستطيع هو أن يفعله بنفسه؛ لأن ذلك يُفقِده مهارة الاعتماد على النفس، ويصبح مع الوقت شخصًا اعتماديًا.
٢- لا تلُمْه على كل خطأ، مُعتقِدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لجعله يفعل الصواب. فاللوم يجعله مع الوقت لا يقبَل نفسه، وإذا حدَثَ هذا فلن يتمكن من أن يفعل شيئًا صحيحًا.
٣- لا تنحاز لأيّ طفلٍ من أطفالك وقت خِلافهم معًا، ولا تجعل من نفسك قاضيًا يحكم بينهم، بل شجِّعهم على حَل مشاكلهم بأنفسهم.
٤- لا تستخدم المقارنة حتى بدافع التحفيز؛ لأن المقارنة تدمِّر وتشوِّه صورة الطفل الذهنية عن نفسه وتُنشئ داخله معتقَدًا أن الآخَر هو الأفضل دائمًا.
٥- لا تنشغل بأيّ شيءٍ عندما يتحدث ابنك إليك: سواء بالموبايل أواللاب توب أو بمشاهدة التلفزيون. اترُك كل شيء واستمع إليه ليشعُر بقيمته وأهمية ما يقوله لديك.
٦- لا تحكي أسرار ابنك لأحد، حتى أقرب الناس إليك. حتى لا يعتقد أنه بلا سند حقيقي، وحتى لا يشعر بأن خصوصيته قد انتُهِكت، وقد تفقد ثقته فيك للأبد.
٧- لا تُطلِق أيّ ألقابٍ على طفلك: فلا تناديه بالكسول أو سليط اللسان أو أيٍّ من هذه الألقاب المُهينة؛ لأن هذه المسمَيات تساعد على تثبيت صورة ذهنية سلبية للطفل أمام نفسه، ومع الوقت يصدق هذه الصورة ويعيش بها في حياته.
دعونا نقوم بتجربة هذه الأدوات التربوية، وسنلاحظ الفرق في أبنائنا. فكل ما يرغبون فيه هو الشعور بالقيمة والحب. والتربية في الأساس هي علاقة مبنية على الحب والتقدير.
وإذا أردتَ معرفة المزيد، والتدريب على مهارات التعامل مع الاطفال،
يمكنك الاشتراك في كورس التربية الإيجابية للأطفال – من هنا،
والذي سيساعدك في التعرف على المزيد من الأدوات التربوية الصحيحة للتعامل مع أطفالك.
أعدها لك: أمل غالى – اخصائية ومدربة التهذيب الإيجابي – نور دوت أكاديمي.
المصادر
– التربية الإيجابية من الألف إليّ الياء “جان نيلسن لين لوت”.
– كيف تتحدث فيصغي إليك الصغار “إديل فابر و إلين مازليش”.
– ورش عمل التربيه الإيجابيه – مع امنيه عكسر.