مفاجآت الأمومة

قالهم باباهم واحنا بنأكل “ينفع أرجع صغير وأكون أخوكم وألعب معاكم؟”.

الحقيقة أول ما سمعت الجملة دي بقي عندي مزيج جميل وغريب من المشاعر في نفس الوقت. انبسطت جدًا من نوعية الكلمات اللي ممكن يقولها أب لعياله علشان يوصف قد إيه هو معجب بشخصياتهم كأطفال ويتمنى يبقي صاحبهم، فرحت لأني حسيت أنه مش دايمًا الآباء بيبقوا شايفين عيالهم بالطريقة الحلوة دي لكن فيه ناس دايمًا شايفين عيالهم محتاجين تعديل وتظبيط علشان يبقوا مقبولين ومحبوبين.

قدم حب غير مشروط لطفلك وعبر عن حبك بطريقة يحسها ويفهمها
اشترك الآن فى كورس “لغات الحب الخمس للأطفال” – من هنا – واكتشف لغة الحب الخاصة بطفلك

لكن الحقيقة الشعور التاني اللي جالي كان مختلف، شعور بالخضة أو المفاجأة وكأنه حد ضرب فجأة كشاف نور قوي في عيني وأنا لسه مقومتش من النوم.

ليه حسيت كدة؟

لأني كنت بقول كتير نفس الجملة بس بطريقة تانية مختلفة، بقول بيني وبين نفسي ومرة اتجرأت وقلت لعيالي، “إيه رأيكم أنا ارجع طفلة زيكم ونشوف ماما تربينا إحنا التلاتة؟”.

طبعًا اللي بيقرأ الكلام ده دلوقتي ممكن يحس إني أم مجنونة، وإني مينفعش أقول جملة زي دي للأطفال. لكن الحقيقة لا أبدًا، مش قصدي إنهم تُقال عليا، كل ما في الموضوع إني عندي نظرة مختلفة.

كتير بحس موضوع التربية ده حاجة أنا مش قدها خالص، بحس إني أنا شخصيًا لسة عندي جزء طفولي جوايا محتاج اللي يتبناه، مقصدش جزء المرح والهزار والانطلاق والانبساط بالخروج والحاجة الحلوة، لكن كمان جزء محتاج يتعلم ويتدرب، جزء محتاج يتربى.

ايوه متستغربوش يتربي من أول وجديد وده اللي كنت أقصده لما قلت لعيالي نشوف ماما تربينا إحنا الثلاثة. والحمدلله إني ولادي أخذوا الموضوع بتهريج وقعدوا يقولولي مواصفات أم خرافية كوميدية كرتونية (يكون شعرها أحمر ووشها أخضر ?).

لكن بجد اللي اقصده من احتياجى للتربية هو إني محتاجة أتعلم المزيد من الحاجات لكن وأنا مش لوحدي، معايا كبير، بابا وماما وكمان مدرسين وقادة، وربما أطفال في سني يشجعوني وأشوف معاهم الحياة.

ورغم إنه فيه ناس بتقولي إنتي مصعبة الموضوع (أقصد التربية) إلا إني شايفة بالعكس مادام فيه حد زي مأنا بكتب دلوقتي فكر في يوم من الأيام في فكرة زي دي فده معناه إن موضوع التربية غاية في الأهمية، عمود أساسي في حياة الأطفال، ده هو كل حياتهم.

وعلي رأي الافيه الشهير “هو الطفل إيه غير تربية ومجتمع وحاجات كتير فوق بعض”.

كل ما افتكر إنه فيه مهارات كتير قوي الإنسان محتاج يتعلمها علشان يواجه الحياة اللي مش سهلة أبدًا دي وإنه أنا لسه محتاجة اتعلم الكتير منها أحس إني طفلة وكأني عايزة أنسحب من مسئولية الأمومة.

لتعلم أحدث وأفضل طرق التربية الإيجابية الأكثر فاعلية
اشترك الآن فى كورس “التربية الإيجابية” – من هنا

وطبعًا لأنه ده شئ غير وارد، ولأني لازم اتعلم وأواجه مسئولياتي فبروح أنحي الإحساس ده جانبًا وأخوض التجربة، أقصد تجربة الموقف ذاته. لكن وأنا بعمل كده بكتشف نفسي، بكتشف إني طفلة في حاجات ومراهقة في حاجات تاني وناضجة وشاطرة في حاجات.

ورغم صعوبة الإكتشافات دي في بعض الأوقات إلا أني بملك الجرأة إني أقولها حتى ولو بيني وبين نفسي أو حتي لو شاركت بيها ناس قليلين.

وقدام اللي قلته ده لا أملك غير إني اتعهد قدام نفسي وقدام الحياة إني هحاول أتعلم بأقصي جهد ولحد ما قوتي تجيب، وهطلب معونة ربنا ومساعدة اللي حواليا وأفكر نفسي كل يوم جاهدة إنه هيفضل فيا حتة مش كاملة تمامًا في الأمومة وفي كل شئ في الحياة.

كتبته: روكسان رأفت – نور دوت اكاديمى.

1 فكرة عن “مفاجآت الأمومة”

تم إقفال التعليقات.

انتقل إلى أعلى