كثيرًا ما نشعر باحتياج ما في وقت ما، ونصارع في كيفية تسديده، وننتظر حتى يلتقي بنا مَن يتعاطف معنا ويسدِّد احتياجنا. فهل هناك طريقة أخرى؟ هل أظل أعاني وأصارع وحيدًا؟.
الإجابة، ببساطة وسهولة، وأنت جالس بهدوء بعيدًا عن الصراع ستكون سطحية.
لذلك وجَبَ خَوض التجربة.
فعندما شعرتُ باحتياج قررتُ مشارَكته عَلَنا. نعم، شارَكتُ باحتياجي على صفحات التواصل الاجتماعي.
خفتُ.. نعم
ترددتُ.. نعم
قد أندم.. نعم
ولكني سأخوض التجربة.. وانتظرتُ.
كان احتياجي بسيطًا، وهو مجرد “عزومة”. فهل ياترى أجد مَن يهتم؟ هل مَن يشعر ويتجاوب؟ أم سأخزى؟
وكانت النتيجة: تم تسديد الاحتياج بنجاح. نعم، هذا ما قد حدث.
ولكني مع تسديد الاحتياج وجدتُ الإجابات.
هل نطلب الاحتياج؟
نعم، نحتاج أن نعلن ونتكلم ونطلب. فنحن مختلفون، ليس كل شيء واضحًا ومفهومًا ومستنتجًا. نحتاج أن نقول ونكون واضحين، وهذا لا يقلل منا، فهذه خدعة. فكلنا نعاني ونحتاج ولكن دون صوت. لذلك نعم، الاحتياج يُطلَب
في بعض الأحيان نحتاج إلى مزيد من التوضيح والتأكيد. نعم، أنا محتاج، أنا أعني ذلك. فلا تتردد، أكِّد على احتياجك، ولو احتاج الأمر إلى تكرار الطلب.
الآخَر .. اختلَفَ استقبال الناس لطلبي فهناك مَن تجاهل، وهناك مَن اهتم ظاهريًا، ولم يقم بدور. وهناك مَن تجاوَب وتصرَّف وتحرَّك. وهذا أمر خارج عن سيطرتك. فلكل منا جهاز استقباله الخاص الذي تكوَّن مع مرور الزمن، وأنتجَ أفكارًا ومعتقدات ومبادئ تتحكم في ردود أفعاله. وهي تتعلق به هو، وليس لي أنا صاحب الطلب دور في ذلك.
لذلك اُخرج خارج توقعاتك، ولا تُحِد نفسك في أشخاص، أو طرق، أو أشياء. فقد تفاجأت بمَن تجاوَب وكيفية تجاوُبه. وكثيرًا ما نضيِّع الوقت في انتظار أشخاص، بينما هناك الكثيرون غيرهم ينتظرونا نحن.
لكني في الحقيقة، وبعد تسديد احتياجي، لستُ في حاجة إلى عتاب هؤلاء الذين تجاهلونني، أو مَن خدعونني بالتجاوب الظاهري، ففي النهاية تم تسديد الاحتياج. (للمزيد من الاستفادة اشترك فى كورسات نور دوت اكاديمى).
ولكن أين ولمَن أقول؟
هل ما فعلته أنا في إعلان الاحتياج على صفحات التواصل الاجتماعي حَل مثالي؟ بالطبع لا ،فقد أفقدني الكثير من المصداقية، نظرًا لكثرة الزيف في حواراته، والكثير من المجهود للتأكيد والتوضيح. وبالطبع عرَّضَني لبعض الانتهاكات والإساءات. وبالرغم من ذلك وجدتُ ضالتي، ووجدتُ مَن اهتم. لذلك لو وجدتُ هذه البيئة الآمِنة التي تستقبل وتسمع وتدرك بالطبع، سيتضاعف التجاوب وسيكبر حجم الثقة التي تجعلني أشارك باحتياجات أعمق وأدق. نعم نحتاج إلى هذه البيئة الآمِنة.
أخيرًا وبينما أنا أعلن احتياجي الظاهري الذي تلامَسْتُ معه وهو مجرد “عزومة”، اكتشفتُ الأعمق. فقد كنتُ أبحث عن الاهتمام. نعم، إن احتياجاتنا السطحية تحوي في داخلها احتياجات أعمق وأدق وأكثر حساسية تنتظر الفرصة للاكتشاف. فابحث عنها، إن تجاهُلك لاحتياجاتك البسيطة قد يُخفي عنك احتياجات أعمق، ويتركك مع صراعات أكثر وجعًا. افحص احتياجك، ولا تكتفِ بالسطحيات.